في عصر أصبحت حماية البيانات فيه من الخطوات الصعبة نظرًا للعديد من التحديات والمخاطر التكنولوجية التي تتعرض لها، نتيجة التدفق السريع لتلك البيانات، الأمر الذي يجعل أنظمة تشفير المعلومات من الركائز الأساسية التي تعمل على حماية خصوصية البيانات ضد أي شكل من أشكال التطفل والقرصنة، حيث يتم تحويل تلك البيانات إلى مجموعة من الصيغ من الصعب فهمها أو قراءتها، وذلك اعتمادًا على أنظمة تشفير مختلفة.
أنظمة تشفير المعلومات كيف تعمل ولماذا هي ضرورية؟
يعد من الضروري الحفاظ على أمن وحماية المعلومات المؤسسات، وذلك لأن هذه المعلومات تمثل الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الشركة، وبالتالي أي تلف أو تهديد لتلك البيانات هو بمثابة تهديد رئيسي للمؤسسة، وتعد أنظمة تشفير المعلومات واحدة من أهم طرق الحماية.
ذلك لأنها تعتمد بشكل رئيسي على خوارزميات مشفرة يتم فيها تحويل المعلومات إلى رموز من الصعب فكها أو فهمها، وذلك لأنها تكون غير نشطة أو تكون متنقلة أو قيد الاستخدام، ويكون الهدف من التشفير هو الحفاظ على سرية تلك المعلومات بل وإتاحتها للمصرح لهم فقط لمنه وصول المتطفلين لها أو التلاعب بها من قبل أشخاص غير مرغوبين.
كما أن عملية التشفير تتميز بالمصادقة التي تتمكن من خلالها من التأكد من صحة معلومات المستخدمين، كما تقوم بتوفير سجل كامل بكافة التغييرات التي تعمل على منع إنكار أي إجراءات أو تغييرات تم إجرائها على الملف.
أنواع أنظمة تشفير المعلومات
تكثر أنواع أنظمة التشفير التي يُمكنك الاختيار منها:
- التشفير الميداني: وهذا النوع يُطبق فقط على مواقع الويب، حيث يكون الغرض منه هو تشفير مجالات معينة تحتوي على معلومات حساسة على مواقع الويب، مثل الصفحات التي تحتوي على بيانات بطاقة الائتمان وما يماثلها.
- التشفير من طرق إلى طرف: هذا النوع يستخدم لحماية عمليات الاتصال التي تتم بين الطرفين، مثل محادثات البريد الإلكتروني ومحادثات الفيديو وغيره، حيث تُمكنك هذه التقنية من عدم قراءة محتوى تلك الرسائل إلى من قبل المستقبل فقط، مما يوفر الخصوصية والأمان المطلوب.
- التشفير المتماثل: عادة ما يطلق عليه مسمى تشفير المفتاح الخاص، وهذا النوع يعتمد على أنواع مختلفة من الخوارزميات لكي يتم تشفير البيانات وفك التشفير من قبل المصرح لهم فقط، ولكي تتم هذه العملية يجب على المستقبل أن يقوم باستخدام نفس المفتاح، وتعدّ من الطرق الشائعة والتي يفضلها الكثير، حيث تتناسب مع الأفراد والأنظمة.
- التشفير الغير متماثل: هذا النوع يطلق عليه المفتاح العام، وهو عادة ما يستخدم في بروتوكولات أمن شبكات الإنترنت، وهذا النوع يعتمد على استخدام 2 مفتاح لكي يتم تشفير البيانات، على أن يكون بين المفتاحين علاقة رياضية، ويتم في هذا النوع استخدام أرقام غير متطابقة ولكن شريطة أن تكون مقترنة معًا، فنجد أن مفتاح يستخدم للتشفير وآخر يستخدم لفك التشفير، وعادةً ما يكون هذا النوع من التشفير متاح للجميع مجانًا على عكس التشفير الخاص.
- تشفير مستوى العمود: أي هذا النوع يعتمد على تشفير الخلايا الخاصة بعمود معين، حيث يتطلب من الأشخاص المصرح لهم إدخال كلمة المرور للموافقة على طلب الوصول للبيانات.
- تشفير مستوى الارتباط: أما هذا النوع يتم فيه تشفير البيانات وفك التشفير من قبل النظام، الأمر الذي يوفر أعلى درجات الأمان، حيث يتم فيه استخدام كل رابط مفتاح تشفير مختلف.
خطوات عملية تشفير البيانات
إليك أهم الخطوات التي يتم من خلالها تشفير البيانات المختلفة، وذلك من خلال:
1- تحديد نوع المتطلبات الأمنية
نظرًا لتنوع طرق التشفير، فإنه من الضروري تحديد نوع المتطلبات الأمنية التي تسعى المؤسسة إلى توفيرها، وهذا يتحدد حسب احتياجات العمل، حيث يعتمد الأمر بشكل أساسي على قوة وقدرات أنظمة المعالجة التي بدورها تقوم بتقييم كافة الاحتياجات الأمنية.
بمجرد تحديد تلك المتطلبات، يتم الكشف عن نقاط ضعف النظام، وذلك لكي يتم العمل على تقييم المخاطر التي من المحتمل التعرض لها، لاتخاذ القرار المناسب وفقًا للوائح الامتثال.
2- تصنيف المعلومات
العمل على تصنيف المعلومات التي يقوم النظام بتخزينها وإرسالها إلى المنظمة، على أن تكون تلك المعلومات تشمل بيانات العملاء والبيانات المالية وكافة المعلومات الخاصة بالمؤسسة، أي يتضمن كافة البيانات الحساسة، وذلك للعمل على تنظيمها وفقًا لمرات استخدامها.
3- اختيار أدوات التشفير
لكي يتم تحديد نوع الأدوات المناسبة يتوجب أولًا تثبيت مجموعة من الخوارزميات التي تعمل على حماية البيانات، وذلك من خلال مجموعة من القواعد والملفات التابعة للمنظمات، ثم يتم العمل على اختيار نوع التشفير المناسب سواء كان متماثل أو غير متماثل، للعمل على موازنة المفاضلات بين التعقيد والسرعة والأمان.
4- الاستعداد لإطلاق خطة التشفير
تتم في هذه الخطوة تنفيذ خطة دقيقة لتطبيق التشفير، وهذه الخطة تتضمن كافة الحلول للمشاكل التي من المحتمل التعرض لها، وعادةً ما تتطلب هذه الخطوة تدخل فريق دعم تكنولوجيا المعلومات.
5- تصميم المفاتيح وتطبيق الخطة
أما في هذه الخطوة يتم تصميم مجموعة من المفاتيح الخاصة بالتشفير وتتحدد عدد المفاتيح ونوعها حسب نوع التشفير الذي يتم اختياره، ثم تطبيقها على الملفات وتحديد الأشخاص المصرح لهم فقط للوصول إلى البيانات، ثم يتم العمل على تطبيق الخوارزميات اللازمة لكي يتم تحويل تلك البيانات إلى نصوص مشفرة لا يُمكن قراءتها.
6- مراقبة النتائج
تمثل الخطوة الأخيرة حيث يتم فيها مراقبة عملي التشفير للتعامل مع أي ثغرات أو تداخلات بعد تطبيق عملية التشفير، على أن تتم هذه العملية من قبل الأشخاص المصرح لهم فقط، لتطبيق نظام المراقبة المتكامل لتلك الأنظمة.
ندرك في حلقة الوصل مدى حرص المؤسسات والشركات على تأمين معلوماتهم ضدّ المخاطر المحتملة، لذا أصبح من الضروري توفير أمن وحماية معلومات المؤسسات من خلال أنظمة التشفير التي تعدّ من أهم طرق الحماية، وذلك لأنها تحافظ على سرية المعلومات بل وعدم استخدامها من أي أطراف غير مرغوبة، نظرًا لصعوبة فهم الصيغ والنصوص التي تحول لها البيانات.
للمزيد من مقالاتنا: