تطال تهديدات الأمن السيبراني المؤسسات والأفراد، على مستوى الحكومات والأفراد، لذلك تظل حماية الاجهزة من الاختراق هو الشغل الشاغل لخبراء أمن المعلومات، وتزداد صعوبة التحدي أمامهم بظهور المزيد من التقنيات الحديثة للاتصال، والتي يصحب ظهورها العديد من الثغرات الأمنية ونقاط الضعف التي تمثل تهديدًا خطيرًا على الأنظمة والشبكات.
أحدث تقنيات حماية الأجهزة من الاختراق في الأمن السيبراني
يعمل الباحثون وخبراء أمن المعلومات باستمرار من أجل ابتكار أحدث التقنيات والأدوات الاستباقية التي تضمن بقاء الأنظمة في الشبكة في أمان وحماية الاجهزة من الاختراق، وفيما يلي نستعرض أبرز تلك الأساليب وأكثرها شيوعًا.
1- التحليل السلوكي
تبحث التحليلات السلوكية في نشاط مستخدمي مواقع الويب والأنظمة والشبكات وتطبيقات الأجهزة الذكية، ويستخدم محترفو الأمن السيبراني منصات التحليل السلوكي لكشف التهديدات والثغرات المحتملة.
قد ينتج عن التحليلات السلوكية كشف إجراءات غير معتادة تعكس وجود تهديدات أمنية، على سبيل المثال رصد ورود كميات هائلة من البيانات تتدفق من جهاز واحد، أو حدوث بعض الإجراءات بتسلسل غير معتاد في وقتٍ غير مناسب.
يستطيع الخبراء أتمتة سياسة الأمان بواسطة التحليل السلوكي، والتي توفر فرصًا أكبر لاكتشاف الهجمات المحتملة والتنبؤ بالهجمات قبل حدوثها.
2- Blockchain
يشير مصطلح Blockchain إلى نوع من قواعد البيانات يقوم بتخزين البيانات في شكل كتل، ثم ربط الكتل بواسطة تقنيات التشفير، بحيث يصبح من الممكن جمعها فقط دون تحريرها أو حذفها.
يتم استخدام تلك التقنية في تأمين الأنظمة والشبكات من خلال إنشاء بروتوكولات أمان قياسية، ما يجعل من اختراق قواعد البيانات أمرًا مستحيلًا، إلى جانب ذلك فإن Blockchain تعمل على تحسين تجربة المستخدم من حيث الخصوصية، وتجنب تكلفة التحقق من الطرف الثالث وتقليل نسبة الخطأ البشري.
الميزة الأكثر بروزًا في هذه التقنية تكمن في التخلص من مركزية نظام تخزين البيانات، إذ لا يتم تخزينها في مكانٍ واحد، وبدلًا من ذلك يتم تخزينها عبر الشبكة، وبهذا تكون أقل عرضة لهجمات المخترقين.
3- تشفير السحابة
بشكلٍ عام تتلخص الفائدة الأعظم من الخدمات السحابية في أنها تقدم الخدمات المحلية محسّنةً عن بُعد، وبتكلفة أقل، أما فيما يخص تشفير السحابة فهو يعمل على تحويل البيانات إلى رموز غير قابلة للقراءة قبل أن يتم نقلها إلى السحابة.
لا يتمكن سوى المستخدمون من فك رموز تشفير السحابة؛ إذ يقوم خبراء التأمين باستخدام خوارزمية رياضية تزيد من تقييد الوصول إلى البيانات وتقلل من فرص اختراقها.
4- الذكاء الاصطناعي الدفاعي
يستطيع خبراء تأمين البيانات استخدام الذكاء الاصطناعي في حماية الاجهزة من الاختراق من خلال الكشف عن الهجمات السيبرانية وإيقافها، ومن التقنيات المستخدمة في هذا النطاق الذكاء الاصطناعي الهجومي والتعلم الآلي العدائي، والتي تفوق قدراتها التأمينية قدرات أدوات الأمن السيبراني التقليدية.
5- تقنية الكشف والاستجابة الموسعة XDR
هذه التقنية هي إحدى التقنيات المتقدمة في تكنولوجيا الأمن السيبراني، وتعمل على كشف التهديدات الأمنية والاستجابة لها عبر نقاط المستخدمين النهائيين والشبكات والسحابة.
تربط هذه التقنية بين البيانات في أماكن مختلفة، وتتيح لخبراء أمن المعلومات اكتشاف التهديدات وتمحيصها على مستوى أعلى، ما يساهم في تقليل نسبة الخروقات الأمنية الحالية والمستقبلية.
6- انعدام الثقة Zero Trust
يتوافق مبدأ “عدم الثقة Zero Trust” مع شعار “لا تثق أبدًا، تحقق دائمًا”، حيث يتعين على جميع المستخدمين إجراء التحقق من الهوية قبل أن يصبح من المتاح لهم الوصول إلى بيانات وتطبيقات النظام.
لا تفترض هذه التقنية أن أي مستخدم هو أجدر بالثقة من آخرين، وهذا الفحص الدقيق يضمن بالضرورة توفير مستوى أمان أعلى للمنظمة، ويتم تفعيل هذا المبدأ من خلال عدة أوجه، تشمل تشفير البيانات والمصادقة متعددة العوامل، وغيرها من الأساليب.
7- الأمن المدرك للسياق Context-Aware Security
تساعد هذه التقنية المؤسسات على اتخاذ قرارات أمنية أكثر فاعلية، فبالنسبة لتقنيات الأمن السيبراني التقليدية قد يتم منع بعض المستخدمين الشرعيين من الوصول إلى البيانات بسبب الاعتماد على أسئلة نعم/ لا ثابتة.
بدلًا من ذلك يعتمد الأمن القائم على السياق على معلومات مختلفة تدعم التحقق من صحة دخول المستخدمين، بما في ذلك الوقت والموقع، لفحص شرعية ولوج المستخدم إلى النظام.
طرق حماية الاجهزة من الاختراق
لتفادي تأثير الخروقات الأمنية على عمل الشركة ولتعزيز قدراتها في حماية الأنظمة والأجهزة الخاصة بها يمكن اتباع النصائح التالية:
- استخدام جدران الحماية لحماية الأجهزة من المتسللين: تحتوي أنظمة التشغيل على جدران حماية مدمجة لمنع الوصول غير المصرح به والتنبيه بشأن محاولات الاختراق.
- تنصيب برامج مكافحة الفيروسات: تحمي تلك البرامج الأنظمة والأجهزة من التعليمات البرمجية أو البرمجيات غير المصرح بها، والتي قد تهدد أنظمة التشغيل وتبطئ من سرعة أدائه.
- تثبيت حزم مكافحة التجسس: تصعب إزالة برامج التجسس فضلًا عن الكشف عنها، وهي عادةً ما تقدم نتائج بحث غير مرغوب فيها وغالبًا ما تكون ضارة، وتوفر حزم مكافحة التجسس الحماية الفعلية بمسح جميع المعلومات الواردة.
- استخدام كلمات مرور معقدة وصعبة الاختراق: تُعد هذه الطريقة من أهم وسائل الوقاية من الاختراق، فكلما كانت الكلمات أكثر تعقيدًا كانت فرصة تخمينها واختراقها أقل، لذا يُنصح بأن تكون كلمات المرور في حدود 8 عناصر تجمع بين الحروف والأرقام والرموز.
- تحديث نظام التشغيل والتطبيقات والمتصفح: تتضمن تحديثات أنظمة التشغيل والتطبيقات والمتصفح الحصول على الإصلاحات الأمنية الجديدة، والتي تزيد من منع المتسللين من الوصول إلى البيانات واستغلالها.
- تجاهل البريد العشوائي لمنع أنشطة التسلل إلى النظام: تظهر أهمية مرشحات البريد العشوائي في الوقت الذي زادت فيه رسائل التصيد الاحتيالي، ويُنصح بألا يتم التعامل مع رسائل واردة من أطراف مجهولة ولا فتح المرفقات بها.
- عمل نسخ احتياطية لجهاز الكمبيوتر في حالة إعادة البناء: تكمن أهمية توفير نسخ احتياطية من بيانات النظام في ضرورتها في حال نجح المخترقون في التسلل إلى النظام وإتلافه.
- إيقاف تشغيل الأجهزة لجعلها أقل وضوحًا بالنسبة للمتسللين: تعمل الشركات التي تحتوي على خوادم خاصة بها على تشغيل أجهزتها باستمرار أو لفترات طويلة، ما يجعلها أكثر عرضةً للاختراق، بل إن تأمينها بقطع الاتصال عنها لبعض الوقت قد يكون وسيلة فعالة في قطع الاتصال الذي أنشأه المخترقون والذي يُحتمل أن يلحق الضرر بالشبكة.
- استخدام المحاكاة الافتراضية: تُعد طريقة تجنب الدخول إلى المواقع الضارة هي الأكثر أمانًا لحماية النظام والشبكة من الاختراق، إلا أن التصفح في بيئة افتراضية قد يُعد حلًا أكثر موثوقية لتجنب هجمات القراصنة.
- تأمين الشبكة بإعدادات عالية الأمان: في العادة لا تتمتع أجهزة التوجيه بإعدادات أمان عالية، لذا لا بد من تعيين كلمة مرور أكثر قوةً، واستخدام المصادقة الثنائية كطبقة ثانية من خطوط الدفاع ضد هجمات القراصنة.
- استخدام التشفير: يقف تشفير الملفات كحائل بين المخترقين والمعلومات والبيانات على الجهاز، لأنهم حتى وإن تمكنوا من اختراق الشبكة والملفات فإن التشفير يمنعهم من الوصول إلى البيانات المتضمنة داخلها.
منظماتٌ عالمية على أعلى المستويات تسخر جهودها من أجل مواكبة التقنيات الحديثة في توفير التقنيات الأكثر فعالية في حماية الاجهزة من الاختراق، للحفاظ على توازن التطور في مجال تكنولوجيا المعلومات.
توفر شركة حلقة الوصل أحدث تقنيات حماية الأجهزة والبيانات من الاختراق والهجمات الإلكترونية، على المستوى المادي للأجهزة والمعدات والمستوى الرقمي بتركيب برمجيات مكافحة الفيروسات والجدران النارية، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الاستشارية في مجال أمن المعلومات.
للمزيد من مقالاتنا: