في عالم تُهمين عليه التكنولوجيا في كل جوانب الحياة أصبحت البيانات والمعلومات الرقمية أحد أهم الجوانب التي تعتمد عليها الشركات والمؤسسات في جميع وظائفها، وبالتالي هذا الأمر يجعل من اختراق أو قرصنة تلك البيانات أمرًا خطيرًا ولكنه مُحتمل التعرض له، مما أدى إلى ضرورة إجراء عمليات نسخ احتياطي واستعادة تلك البيانات عند الحاجة، ولكن وجد المختصون أن هذه الخطوة تتطلب القيام بالعديد من العمليات والخطط الدقيقة، لضمان الحفاظ على هذه النسخ آمنة ومنع تعرضها للاختراق.
كيفية إعداد خطة نسخ احتياطي واستعادة بيانات للشركات
تعدّ عملية النسخ الاحتياطي واستعادة البيانات هي خطة يتم فيها الحصول على نسخ احتياطية من البيانات الرقمية، ثم يتم العمل على تخزينها في مكان آخر آمن من الصعب اختراقه بسهولة، وذلك لكي يتم استعادتها واستخدامها عندّ فقدانها أو تعرضها للاختراق أو التهديدات وغيرها من الحالات، وتتم عملية النسخ الاحتياطي وفقًا للخطوات التالية:
1- ترتيب البيانات
يقوم المختصين بترتيب البيانات بالأولوية، حيث يتم ترتيبها بناء على أهميتها وحاجة المؤسسة لها، ثم يتم جدولة تلك البيانات في برامج النسخ الاحتياطي، وعادةً ما يتضمن الجدول أنواع التخزين والطرق وغيره، حيث يتم النسخ من المخازن المباشرة إلى المخازن الاحتياطية وذلك اعتمادًا على أنواع مختلفة من التقنيات.
2- أساليب النسخ
يتم اتباع العديد من الأساليب في عملية النسخ ومنها:
- النسخ الكامل: هذا النوع يتم فيه الاحتفاظ بنسخ كاملة، حيث يتم جمع البيانات ثم تخزينها بشكلها الطبيعي دون إحداث أي تغير بها ثم يتم تخزينها أو تشفيرها وتخزينها، وهكذا يتم عمل نسخ احتياطية إضافية كاملة.
- النسخ التطابقي: أما هذا النوع يتم فيه إتمام عملية النسخ المتطابق، ولكن بتنسيق غير مضغوط، وذلك لكي يعكس التكوينات والملفات في بيانات المصدر، مما يُمكن المستخدمين من الوصول لها بسهولة وكأنها البيانات الأصلية.
- النسخ الاحتياطي التزايدي: هذه النوع يتم فيه توفير نسخ من أي بيانات تم تغييرها منذ النسخ الاحتياطية الأخيرة، أي يتم الاحتفاظ بكافة التغييرات التي يتم تطبيقها على النسخ الاحتياطية الأصلية.
- النسخ التفاضلي: بينما هذا النوع يقوم بنسخ أي بيانات تم تغييرها منذ آخر نسخة “احتياطية كاملة”.
3- تخزين النسخ وحمايتها
هذه الخطوة تتضمن البحث عن مكان آمن لتخزين هذه النسخ مثل صناديق الودائع الآمنة وما يماثلها، وقدّ يفضل البعض تقسيم هذه النسخ إلى عدة أجزاء وتخزينها في أماكن مختلفة، لصعوبة الوصول لها، وفي هذه الخطوة يجب أن تتأكد أن أماكن التخزين لا تتعرض للتلف أو التهديدات بسهولة، فيجب أن يكون مؤمن ضد أي كوارث أو تهديدات خارجية.
4- اختبار النسخ الاحتياطية
يجب قبل استخدام برامج مخصصة في النسخ الاحتياطي التأكد أنه يتيح لك القدرة على إعادة القراءة، وذلك لكي تتمكن من تصميم خطط استرداد، ثم تقوم باختيار تلك النسخ من خلال تجربة استرداد بعض من الملفات ورسائل البريد الإلكتروني وغيره، لكي تتمكن من اختبار خطتك والتأكد من فعاليتها، فبمجرد التأكد من نجاح الخطة يتم إعلام المستخدمين بهذا الأمر ليتمكنوا من استخدامه.
5- متابعة أداء النسخ
لا تكتفي فقط باختيار عمليات النسخ، بل يجب مراقبة أداء تلك النسخ، بل والتأكد من أمانها وعدم وجود أي ثغرات أمنية قدّ تلحق الضرر أو أي تهديد بها، وذلك لكي تتمكن من التعامل السريع من تلك التهديدات.
البيانات التي يجب نسخها احتياطيًا
هناك بعض البيانات الأساسية التي يجب على المؤسسات أن تقوم بإجراء نسخ احتياطية منها، وذلك لضمان الوصول لها بسهولة في حال فقدانها، وهذه البيانات:
- الوثائق الهامة
- ملفات الموسيقى
- قواعد البيانات المالية
- الصور
- رسائل البريد الإلكتروني
- دفاتر العناوين
- جداول البيانات
- أشرطة فيديو
هذا كان بالنسبة للأفراد، بينما بالنسبة للشركات يتم تحديد أولويات البيانات المهمة مثل قواعد بيانات العملاء وصور الجهاز والبيانات الخاصة بأنظمة التشغيل وملفات التكوين وملفات التسجيل وما يماثلها من البيانات المهمة.
أهمية النسخ الاحتياطي للبيانات
إليك أهم الفوائد التي تستفيد منها المؤسسات من عملية النسخ الاحتياطي للبيانات المختلفة، حيث تكمُن أهمية هذه العملية فيما يلي:
- سهولة الوصول إلى الملفات: إن خطوة النسخ الاحتياطي تسهل على المختصين الوصول السريع لتلك الملفات بسهولة لاستردادها أو إضافة بعض التغييرات لها، كما أنه في حال فقدان تلك البيانات، فإنه وبخطوات بسيطة ستتمكن من استعادتها بصورة فورية، وفي حال تم الاعتماد على أنظمة التخزين السحابية، فهذا الأمر سوف يزيد من مرونة تلك البيانات بل وسوف يتيح لك تجربة الوصول إلى تلك البيانات من أي مكان متصل بشبكة الإنترنت بسهولة.
- الحماية ضد التهديدات: هناك ما يعرف بفيروسات البيانات والملفات التي بدورها تسبب فوضى عارمة في عالم البيانات الرقمية، بل ويترتب على تلك الفيروسات تحمل الشركات العديد من الخسائر الضخمة نتيجة تعرضها للتلف، لذلك تعدّ عملية النسخ من العمليات الآمنة التي تعمل على حمايتك من المخاطر المحتملة من مخاطر وهجمات ضدّ تسبب تلف تلك البيانات، لأنه في حال تعرض البيانات الأصلية لهذه الكارثة، سوف تتمكن من استعادتها مرة أخرى دون الحاجة لتحمل أي خسائر.
- سهولة استرداد البيانات عندّ فشل النظام: إذا تعرضت لمشكلة فشل نظام التشغيل وهي من المشاكل الشائعة التي تتعرض لها العديد من الشركات، فإنه لا تقلق من تعرض لبيانات للتلف أو حدوث أي أخطاء بها، لأن في هذه المشكلة يعدّ عملية النسخ الاحتياطي من العمليات الفعالة التي تمكنك من الاحتفاظ تلك البيانات والوصول لها في أي وقت.
- حماية البيانات من خطر انقطاع التيار الكهربائي: تعدّ مشكلة انقطاع التيار من المشكلات التي تتعرض لها جميع الشركات والتي تتسبب في فقدان الكثير من البيانات، وهذا النوع من المشكلات من الصعب التحكم فيه لأنه يكون خارج عن مسؤولية الشركة، حيث تتسبب مشكلة الانقطاع المستمر للتيار إلى حدوث تدمير شامل في القرص الصلب للحاسوب، مما يترتب عليه فقدان البيانات، لذا يرجى الاهتمام بتوفير نسخ احتياطية باستمرار من بيانات الجهاز.
- تجنب مخاطر فشل القرص الصلب: هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تلف القرص الصلب ولعل من أهمها حدوث تلف في أحد أجزائها، خاصةً أنها لا تتعرض للتلف بالكامل مرة واحدة بل تتعرض للتلف التدريجي نتيجة حدوث تآكل في بعض محركات الأقراص الثابتة على فترات زمنية طويلة.
يعمل المختصين في حلقة الوصل على الاعتماد على أدوات وبرامج متطورة في عمليات النسخ الاحتياطي، لإتاحة الفرصة للمستخدمين لاستعادة تلك البيانات بسهولة، حيث تقدم لك الحوسبة السحابية خدمة نسخ احتياطي واستعادة البيانات واختبارها بل والعمل على مزامنتها، لضمان تحقيق الأهداف المطلوبة.
للمزيد من مقالاتنا: